ليل الإمارات أفراح وألحان [Original]
لَيْلُ الإماراتِ أفْراحٌ وألْحانُ
وَفي سَمَاها مِنَ الأنْوارِ ألْوانُ
بَدَتْ بحُلَّتها الخَضْراءِ فاتِنَةً
وَقَدْ تَفتَّحَ بالنُّوَّارِ بُسْتانُ
وَالرِّيحُ سَجْسَجُ والبيْداءُ قافيَةٌ
رُبوعُها بجَميلِ الوَرْدِ تَزْدانُ
وَكَيْفَ لا وهْيَ في عُرْسٍ قَدِ احْتَفَلَتْ
بأحْمَدٍ .. ثُمَّ مَكْتومٌ .. وحَمْدانُ
فَكُلُّ ركْنٍ بهِ عِطْرٌ وأغْنيَةٌ
وَكُلُّ روْضٍ بِهِ رَوْحٌ ورَيْحانُ
أيَّامُ أُنْسٍ بَدَتْ تَجْلي مَحاسِنَها
كَالبَدْرِ والأنْجمُ الزَّهْراءُ نيشانُ
تاهَتْ علىَ الغيدِ في حلٍّ وفي حُلَلٍ
وَانْحَلَّ منْ حُلَلِ الظلماءِ مُرْجانُ
أنجاليَ الصِّيدُ أبناءُ العُلا دَرَجوا
علَى الشَّهامَةِ مُذْ كانتْ ومذْ كانوا
رَبّيْتُكمْ وسَوادُ اللّيلِ يَشْهَدُ لي
كما تُرَبِّي صُقورَ الجَوِّ عُقبانُ
وَصُغْتُكمْ بيميني صَوْغَ ذِي أدَبٍ
فصرتم اليَوْمَللعَلْياءِ فُرْسانُ
عَلَّمْتكُمْ أنْ تَكونوا في العُلا شُهُباً
تَنْقَضُّ إنْ عُرِّضَتْ لِلْضَّيْمِ أوْطانُ
وَكانَ كُلُّ مُرادي أنْ أجَهّزَكَمْ
لِلْمَجْدِ.. إذْهُوَ للأجْدادِ مَيْدانُ
وَمنهَجي كانَ في تلْقينِكُمْ وَطَني
وَحُبَّ شعبي.. فحُبُّ الشّعبِ بُرْهانُ
وَكانَ زايدُ تاريخاً أُدَرّسُهُ
لَكُمْ.. وأنعِمْ بهِ للمَجْدِ عُنوانُ
حتى وَصَلْتُمْ إلى ما كُنْتُ أنْشُدهُ
وَأنتُمُ اليومَ لي فَخْرٌ وتيجانُ
وَإذ وَصَلْتمْ مَواصيلَ الرّجالِ.. وَفي
سِنّ الرّجُولةِ تأْسيسٌ وبنيانُ
وَاليومَ أكمِلُ جهْدي إذ أُزوّجُكُم
وَبالزّواجِ يَتمُّ الدّينُ والشّانُ
فَأكرِموا مَنْ لَهُنّ الحَقُّ واحْترمُوا
زوْجاتِكم .. فالهُدى بِرٌّ وإحْسانُ
ولْتلْزَموا نَهْجَ آباء لَكُمْ سَلَفوا
فجَدّكم راشدٌ والمَجْدُ أقْرانُ
وعامِلوا الناسَ بالمعْروفِ واتّخِذوا
بِطانةَ الخَيْرِ إذ لِلْخيْرِ أعْوانُ
لكُم أُبارِكُ مِن قَلْبي وأنْصَحُكُمْ
نَصيحَةً مِنْ أبٍ يحْدوهُ إيمانُ
بأنْ تَكونوا بقَلْبٍ واحدٍ أبَداً
بِذاكَ يَمْتدّ طُولَ الدّهرِ سُلْطانُ